کد مطلب:239513 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:145

الهدف 10
یضاف الی ذلك، أنه یكون قد حصل علی اعتراف ضمنی من الامام بشرعیة تصرفاته، طیلة فترة ولایة العهد، و لیعطی الناس - من ثم - الصورة التی یریدها عن الحكم و الحاكم، و لیؤكد للملأ أجمع : أن الحاكم هذا هو سلوكه، و هذه هی تصرفاته : من كان، و مهما كان ، و اذن فلیس لهم بعد حق فی أن یتطلعوا الی حكومة أحد علی أن بها شیئا جدیدا . و لا أن ینظروا الی جهة علی انها یمكن أن یكون بها المنقذ لهم، و المخرج من الظلمات الی النور حتی ولو كانت تلك الجهة هی آل بیت نبیهم، فانه من الطبیعی أن یتبع السیاسیون أسالیب، و یتكلموا بأشیاء كثیرة، ینسونها بمجرد وصولهم الی الحكم، و تسلمهم لأزمة السلطة، فان تلك لا تعدو كونها تكتیكات، و وعودا انتخابیة، یحتاجون الیها فی ظروف معینة، ثم یستغنون عنها .. كما كانت الحال فی وعود المأمون، التی أشرنا الیها فیما تقدم ..

و هكذا .. فیكون سكوت الامام فی فترة ولایة العهد، عن تصرفات الهیئة الحاكمة ، دالا علی رضاه بها، و یعتبر امضاء لها .. و بعد هذا ..



[ صفحه 241]



فلا یجب أن یكون من العسیر علی الناس أن یتصوروا طبیعة و ماهیة حكم الامام، و كل من یقدر له أن یصل الی الحكم و السلطان، سواء من العلویین، أو من غیرهم ..

و اذا كانت الصورة واحدة، و الجوهر واحد، و الاختلاف انما هو فقط فی الاسم و العنوان، فلیس لهم بعد حق، أو علی الأقل ما الداعی لهم، لأن یطلبوا حكما أفضل، أو حكاما أعدل، فأنه طلب لغیر موجود، و سعی وراء مفقود ..